نكهة محلية وطنية؟ الصناعة الجيدة أولاً!

المؤلف: خالد السليمان10.31.2025
نكهة محلية وطنية؟ الصناعة الجيدة أولاً!

أشار عليَّ أحد الزملاء الأعزاء بكتابة مقالة أو تغريدة تشجيعية لمشروب غازي وطني، تم إنتاجه بمكونات من ثمار محلية وبجودة عالية لينافس المشروبات الغازية العالمية المعروفة. وعندما عثرت على هذا المشروب معروضًا في أحد المراكز التجارية الضخمة، وقد زُينت الرفوف بلافتة كبيرة كُتب عليها "اعتزاز الصناعة الوطنية"، أخذت علبة باردة على الفور، وفتحتها بشوق كبير لتذوقها، متمنيًا أن أحظى بمشروب منعش يروي الظمأ، ولكني شعرت بأنه أقرب إلى الماء الفوار مع نكهة خفيفة جدًا من تلك الثمرة المحلية!

عندما دفعتُ لموظف الصندوق ثمن العلبة شبه الممتلئة، وهمَّ بالتخلص منها، سألني بتعجب: لماذا لم تكملها؟ فأجبته بصراحة: لم يعجبني طعمها. فأجابني: لست أول من يقول هذا، مما دل على أن لديه ذات الانطباع من زبائن آخرين!

في الواقع، لم أعر اهتمامًا كبيرًا لرأيي الشخصي أو لرأي المحاسب حول الطعم، فالأذواق تختلف بين الناس، ومن الوارد أن يحقق المشروب نجاحًا وانتشارًا واسعًا بين فئة معينة من المستهلكين، كما هو الحال مع مشروبات الطاقة أو البيرة التي لا تروق لي، فكما يقول المثل: "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع". لكن ما أثار انتباهي هو استخدام عبارة "فخر الصناعة الوطنية" في تسويق المنتج، فإقحام الصفة الوطنية في المنتجات المحلية قد يشوه هذه الصفة إذا فشل المنتج أو لم يحقق رواجًا أو لم يكن بالجودة المطلوبة، لذلك يجب وضع ضوابط ومعايير صارمة لاستخدام الصفة والعاطفة الوطنية في الترويج للمنتجات التجارية المحلية!

من المؤكد أن لدينا العديد من المنتجات الوطنية الناجحة التي تجاوزت حدود الوطن في قطاعات الصناعات البتروكيماوية، والتعدين، والبلاستيك، والزيوت، والأجهزة، والصناعات الغذائية مثل منتجات الألبان والتمور وغيرها، والتي تحمل بفخر ختم "صنع في السعودية"، ولكنها ليست "فخر صناعة وطنية" لمجرد أنها سعودية، بل لأنها منتجات ذات جودة عالية وتنافسية!

باختصار شديد.. أعتقد جازمًا أنه لو قرأ زميلي هذا المقال لقال: "يا ليتنا سلمنا من دعمك"!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة